هذه الصورة المنشورة بمجلة اللطائف المصورة ( 22 ابريل 1929) تعرض جزء من الواجهتين الجنوبية والغربية لسراي الإنشاء إحدى قصور الأسرة الخديوية بحي الناصرية والذى أصبح فيما بعد حي الإنشاء والمنيرة. والآن هذه السراي هي وزارة التربية والتعليم
أنشاء سراى الإنشاء الخديوى إسماعيل لإبنته بالتبنى؛ الأميرة فائقة. الأميرة فائقة تزوجت من مصطفى بن إسماعيل صديق باشا المفتش فى عام (1290 ه/ 1873-1874 م) و توجه العروسين فى زفة كبيرة إلى تلك السراى. وكانوا العروسين فى مقدمة الزفة وخلفهم مباشرة الخديوى إسماعيل وإسماعيل صديق المفتش مما يدل على علو مكانة إسماعيل صديق المفتش وزيادة قربه من الخديوى بعد ان تزوج ابنه من ابنة الخديوى. (أمين سامى، تقويم، 3/3، 1125؛ محمد، حى الإنشاء، 166) وقد يكون الخديوى وافق على زواج مصطفى بن صديق المفتش – وهو لم يكن من الأمراء أصلا – من الأميرة فائقة لأنها كانت ابنته بالتبنى وبعد موت إسماعيل صديق المفتش فى عام 1876، تزوجت الأميرة فائقة مرة أخرى من محمد عزت باشا رئيس ديوان الخديوى (شفيق، مذكراتى، 1: 85؛ المحلاوى، حريم، 82) فأصبحت السراى تعرف بأسم سراى عزت باشا نسبة إلى زوجها
وبالقرب من سراى الإنشاء (رقم 1. على خريطة جراند بك)، أنشاء إسماعيل صديق المفتش قصر كبير (رقم 2. على خريطة جراند بك) لأنه أصبح فرد من العائلة الخديوية بعد ذلك الزواج.( وأصبح هذا القصر فيما بعد مقرا لوزارة الداخلية ووزارة المالية. أما الآن فهو مخصص لإدارة المتاحف التابعة لوزارة الأثار. والقصر موثق من وزارة الأثار كأحد المنشأت الأثرية.)
الصورة: رسم توضحى من خريطة جراند بك لمبنى السراى (رقم 1) وقصر إسماعيل المفتش (رقم2
أما حي الإنشاء حيث تقع سراى الإنشاء فمن الممكن أن يكون قد سمى بهذا الأسم نتيجة لأنه يقع حيث يتم أنشاء أحياء القاهرة الجديدة. وقد تغير تخطيط هذا الحي فى عهد الخديوى إسماعيل لأنه أصبح يضم عدد من قصور وسرايات الأسرة الخديوية وشوارع متعامدة على بعضها البعض بمسافات متباينة بينهم
وسراى الإنشاء التى كانت تعد إحدى قصور هذا الحى السكانى والإداري قد أنشاءها الخديوى إسماعيل كواحدة من ثلاث سرايات بناها فى حى الإنشاء ( سامى، تقويم، 3/3، 1124-1125؛ محمد، حى الإنشاء، 165) لثلاثة من بناته وهم الأميرة فائقة والأميرة توحيدة والأميرة جميلة. وقد أنشاء الخديوى إسماعيل سراى الإنشاء على قطعة أرض بلغت مساحتها تسعة فدان تم تقسيمها بالمناصفة مع السراى الأخرى التى أقامها لإبنته الأميرة جميلة هانم (سامى، تقويم، 3/3، 1124-1125؛ محمد، أسماء، 238
وقد آلت ملكية السراى فى عام 1929 إلى الحكومة المصرية بعد أن أشتراتها وذلك بعد مفوضات بدأت من 1927 واستمرت حتى 1929 حول سعر شراء السراى من مليكيها محمد عزت باشا والأميرة فائقة. وقد تم شرائها بمبلغ 85 ألف جنية من الأميرة وزوجها لتصبح مقرا لوزارة الخاريجية بعد ترميمها وذلك لأنه كما ذكر فى جريدة الأهرام مبنى السراى فخم يليق بوزارة الخارجية وما يأتى اليها من زوار (“القرارات الاخيرة لمجلس الوزراء”، الاهرام 14-4-1929 العدد 15948 ص 4 العمود 4). كما قررت الحكومة إيضا أنشاء مبنى لوزارة المعارف فى حديقة السراى التى تبلغ مساحتها أربعة فدان. وقد أصبحت سراى الإنشاء اليوم مقرا لوزارة التربية والتعليم
(س.ج.)
المصادر والمراجع
أحمد شفيق، مذكراتى فى نصف قرن (القاهرة: مطبعة مصر، 1352 ه – 1934 م)، 1: 85؛
أمين سامى، تقويم النيل (القاهرة: دار الكتب المصرية، 1355 ه- 1936 م) 3 /3: 1124
1125 سراى عزت باشا”، الأهرام العدد 15477 (12 ديسمبر 1927)؛”
فى مجلس النواب الجلسة السابعة: شراء سراى عزت باشا”، الأهرام العدد 15478 (13 ديسمبر 1927)”
القرارات الاخيرة لمجلس الوزراء”، الأهرام العدد 15948 (14 أبريل 1929)؛”
حوادث واخبار”، الأهرام العدد 15949 (15 أبريل 1929)؛”
اللطائف المصورة، 22 ابريل 1929؛
(اخبار محلية: سراى عزت باشا الحكومة تقرر شراءها”، المقطم العدد 12206 (14 أبريل 1929″
حنفى المحلاوى، حريم ملوك مصر من محمد على إلى فاروق (القاهرة- الجيزة: دار الأمين للنشر والتوزيع، 1993)، 82؛
شيماء عبد الفتاح محمد، حى الإنشاء والمنيرة بالقاهرة منذ نشأته حتى النصف الأول من القرن العشرين، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 2010، 165- 167؛
عرفة عبده على، القاهرة فى عصر إسماعيل (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1998)، 81، 93، 95؛
على مبارك، الخطط (القاهرة: المطبعة الكبرى الاميريه، 1305 هجريا)، 3: 119؛
فتحى حافظ الحديدى، التطور العمرانى لشوارع مدينة القاهرة (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2014)، 15، 378؛
عبد المنصف سالم نجم، الطرز المعمارية والفنية لبعض مساكن الأمراء والباشوات فى مدينة القاهرة فى القرن التاسع عشر: دراسة مقارنة رسالة دكتوراة، جامعة القاهرة، 2000، المجلد الأول، 100-101
محمد كمال السيد محمد، أسماء ومسميات من تاريخ مصر – القاهرة (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986)، 214، 238؛
Jean-Luc Arnaud, Le Caire : mise en place d’une ville moderne, 1867-1907 : des intérêts khédiviaux aux sociétés privée, Thèse de doctorat, Université de Provence, 1993, 1;175, 221, 226, 433.
[Albums sur l’architecture et l’urbanisme du Caire], Bibliothèque nationale de France, département Estampes et photographie, 8-VZ-1532 (1), f. 13
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.