Bibliothèque nationale de France, département Estampes et photographie, 8-VZ-1532 (3): المصدر
هذه الصورة نشرت فى مجلة المصور بتاريخ 24 أغسطس 1928 احتفالاً بمهرجان وفاء النيل، وفى هذه الصورة نرى قصر المناسترلى باشا القديم الذى يقع على جزيرة الروضة والذى يضم مقياس الروضة. (“الاحتفال العظيم بمهرجان وفاء النيل” المصور 24/8/1928، ص 12). لكن اسم “وفاء النيل” اسم جديد في التاريخ المصري. وقد إنشاء هذه المقياس فى عهد الخليفة العباسى المتوكل فى القرن التاسع الميلادى من أجل قياس فيضان النيل خلال شهرى أغسطس وسبتمبر وتحديد نسبة الخراج التى تدفع كل عام. وقد ظل هذا المقياس يقوم بوظيفته فى مصر الحديثة ونجد أن جريدة الأهرام فى عام 1897 نشرت منسوب أرتفاع المياه داخل مقياس الروضة (“مقياس النيل المبارك فى 9 أغسطس”، الأهرام 10/8/1897، 3) مما يؤكد أنه ظل الوسيلة المتبعة لتحديد نسبة الفيضان والضرائب.
جزء من خريطة جراند بك يوضح جزيرة الروضة وأمامها بداية الخليج المصرى (فم الخليج)
المصدر: Bibliothèque nationale de France, département Cartes et plans, GE C-10010
وارتبط الفيضان بحفل كان يجرى فى القاهرة بشكل سنوى يسمى جبر الخليج ووفاء النيل. والمقصود بالخليج هو قناة من المياه كانت تمتد من حيث يوجد الآن سور مجرى العيون بمنطقة فم الخليج إلى ميدان السيدة زينب ثم مسجد الظاهر بيبرس وتنتهى فى ترعة الإسماعيلية. ( المصور 24/8/1928، ص 12؛ زكى، موسوعة، 101؛ نافع، ذيل، 135، الحديدى، دراسات، 192). وبالقرب من سور مجرى العيون الآن، كان يبنى فى بداية الخليج سد من التراب كل عام بعد جفاف مياهه وعند الفيضان وأرتفاع منسوب النيل فى مقياس الروضة يتم هدم السد فى حفل كان يسمى بقطع السد أو جبر الخليج فتدخل المياه إلى الخليج ويحتفل الجميع وتوزع الحلوى والطعام على الحضور وتلقى خطبة من رئيس المحكمة الشرعية أو من ينوب عنه، ويعلن فيها فيض النيل ووجوب دفع الخراج. (“قطع الخليج” الوقائع المصرية 8/8/1885، 790؛ “حوادث محلية” مصر العدد 481 ، 2) ويخرج فى هذا الحفل سفينة تسمى العقبة تبحر فى النيل إلى جزيرة الروضة ثم فى الخليج المصرى بعد فتح السد، وتُطلق المدافع على سطحها الطلاقات وتُعزف الموسيقى.
وفى عام 1897، تم ردم الخليج جزئيا بواسطة شركة الترامواى بالقاهرة من أجل إنشاء خط ترام يربط السيدة زينب بالظاهر وقد تركت الشركة بعد ردم الخليج على ضفاتيه قنوات صغيرة ضيقة دون ردمها ممكن جعل جريدة الأهرام تستنكر هذا فى أحد مقالاتها وتذكر أنه سيكون سبب فى أنتشار الأمراض أن لم تفى الشركة بوعدها بردم الخليج بالكامل. (“العاصمة فى 20 لمكتبانا: ردم الخليج” الأهرام 21/7/1897، 2؛” Jomier, “al-Ḳāhira”, 462) وقد تغير أسم الحفل السنوى الذى كان يعقد كل عام من جبر الخليج إلى وفاء النيل،(“حوادث داخليه” الأهرام 18/8/1897، 2) ولعل ذلك لأختفاء طقس كسر السد بسبب ردم الخليج. ولم تعد المركب العقبة تمر من الخليج بل ظلت تبحر فى النيل فقط، أما ما يخص وثيقة أعلان فيضان النيل ووجوب الخراج من قبل المحكمة الشرعية فظل متبع. (“أخبار محلية” المقطم 19/8/1897، 2)
(س.ج.)
المصادر والمراجع:
“العاصمة فى 20 لمكتبانا: ردم الخليج” الأهرام العدد 5784 (21/7/1897)، 2.
“مقياس النيل المبارك فى 9 أغسطس”، الأهرام العدد 58910 (10/8/1897)، 3.
“حوادث داخليه” الأهرام العدد 5898 (18/8/1897)، 2.
“مهرجان وفاء النيل” الأهرام (18/ 8/1928)، 4.
“الاحتفال العظيم بمهرجان وفاء النيل” المصور العدد 202(24/8/1928)، 12.
“أخبار محلية” مصر العدد 184 (14/8/1896)، 2.
“حوادث محلية” مصر العدد 481 (91/8/1897)، 2.
“أخبار محلية” المقطم العدد 1896 (13/8/1896)، 1.
“أخبار محلية” المقطم العدد 2555 (19/8/1897)، 2.
“أخبار محلية” المقطم العدد 2855 (17/8/1898)، 2.
“حوادث محلية” المؤيد العدد 2251 (19/8/1897)، 2.
“حوادث محلية” المؤيد العدد 2545 (17/8/1898)، 2.
“قطع الخليج” الوقائع المصرية نمرة 92 (8/8/1885)، 790.
زكى، عبد الرحمن. موسوعة مدينة القاهرة فى ألف عام. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1969.
نافع، عبد الحميد بك. ذيل خطط المقريزى. القاهرة: الدار العربية للكتاب، 2006.
الحديدى، فتحى حافظ. دراسات فى التطور العمرانى لمدينة القاهرة. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2009.
Abouseif, Doris Behrens. Islamic Architecture in Cairo an Introduction. Cairo: AUC, 1998.
Jomier, Jacques. “ al-Ḳāhira” in Encyclopédie de l’islam, nouvelle édition, vol.4. 442-464. Leiden: Brill, 1978.
Lane, Edward William. Manners and Customs of the Modern Egyptians. London: Aldine Press, 1963.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.